تقول الكاتبة الأمريكية “هيلين كيلر”: “وحدنا يمكننا أن نفعل القليل، معاً يُمكننا أن نفعل الكثير”؛ فالعمل مع الآخرين بلا شك هو السبيل الذي يقودك إلى النجاح، وينطبق هذا ضمن نطاق إدارة العمل؛ إذ إن تكوين فريق العمل هو العامل الحيوي الذي إما أن يساعدك على تحقيق الأهداف المنشودة، أو أن يسهم في فشلك وإفلاس المشروع التجاري.
عبر السطور القادمة نُخبرك بخمسة شروط جوهرية تسهل عليك اختيار الفريق المناسب من أجل إنجاح عملك، كما زودنا بها المدرب ورائد الأعمال “مهند بهنسي”.
من واقع التجارب
يقول بهنسي: “نجاح المشروع يعتمد على فريق العمل المتميز، وحتى يكون لديك هذا الفريق؛ لا بُدَّ أن تطبق خمسة شروط لتوظيف المواهب الحقيقية، وهذه الشروط من واقع التجارب والعديد من الأخطاء التي تُسهل عليك في ما بعد عملية الاختيار، وهي:
الأخلاقيات
لا بُدَّ أن يكون لدى الفرد المتقدم للوظيفة مبادئ وأخلاقيات وفلسفة يعيش عليها في حياته؛ لأنه من دون ذلك سيعرض عملك للضياع، وقد يستخدم أساليب غير جيدة في العمل، ولن يؤدي عمله بشكل صائب.
الطاقة
يُخبر “بهنسي” أنه قام بتوظيف شخص قبل أربعة أشهر كان من تَوِّه قد تمَّ فصله من العمل، ولكن النتيجة أنه مهما قمنا بتدريبه في الشركة وتعليمه؛ فهو يقوم بالتعامل مع العملاء بطريقة منفرة، ويطبق الخطوات بطريقة خاطئة، فلا تعكس للطرف الآخر الحماسة والجذب تجاه العمل، فالأشخاص القادمون وبداخلهم طاقة داخلية غير جيدة؛ لن يؤدوا العمل بشكل صحيح، ومن السهولة ملاحظة هذه الطاقة السلبية عند الأشخاص القادمين من شركات أفلست والأشخاص الذين يذكرون تعليقات مسيئة عن مديريهم، وعلى العكس عندما يتم توظيف شخص قادم من شركة رابحة، ولكن وجد عرضك مغرياً مثلاً، تجده آنذاك أكثر حماسة واستيعاباً وإدراكاً لما هو مطلوب منه. ويُمكنك معرفة ذلك عند مقابلة التوظيف، ويتم ذلك بواسطة سؤال الموظف عن ماهية وضع الشركة السابقة، وسبب تركه للعمل، وكيفية علاقته مع مديره.
الثقافة
كل شركة لها ثقافة معينة، مثلاً الشركة تتحدث فقط اللغة العربية، أو شركة تتحدث الإنجليزية فقط مثلاً، يجب عليك آنذاك اختيار الأشخاص المتوافقين مع ثقافة وقيم الشركة التي تتناسب مع محيطها.
تعرفي أيضاً إلى: كيفية تطبيق نموذج بيرما لتحقيق رفاهية الموظفين.
السلوكيات
الأشخاص ثلاثة أنواع من ناحية السلوكيات: إما شخص يعمل فقط لأجل العمل بوصفه شكليات، والأسئلة التي يوجهها الأشخاص من هذه الفئة غالباً تدور حول الإجازات وأوقات العمل وأوقات الراحة. والفئة الثانية هم من يعملون فقط من أجل المال، ويسألون فقط عن الراتب والمزايا والماديات. والفئة الثالثة هم الذين يعملون من أجل رسالة، وأسئلة هذا النوع حول مميزات الشركة، وكمية الربح، وما الذي يستطيع هذا الشخص أن يضيفه كقيمة، وحديثهم غالباً على التطوير، وهذه الفئة قليلة.
ومن الطبيعي أن يكون في كل شركة هذه الأنواع الثلاثة، الفئة الأولى مثلاً يمكن توظيفهم في الشؤون الإدارية والخدمية، أما الفئة الثانية ففي المبيعات، والفئة الثالثة يتم وضعهم في هيكل الشركة؛ فهم الذين سيعملون على تحفيز الآخرين وتطويرهم، وغالباً صفاتهم قيادية.
المهارات
هذه النقطة إضافية؛ لأن النِّقَاط السابقة هي صفات شخصية، وهي أكثر أهمية من المهارات؛ فالمهارات يمكن اكتسابها ويمكن تدريبها للموظفين.
